القائمة الرئيسية

الصفحات




أوّلا-مفهوم العقل: قوّة وملكة أُنيط بها التكليف.

ثانيا-أهمية العقل في القرآن الكريم ومنزلته: أولى القرآن الكريم العقل أهميّة كبيرة وذلك لما له من الوظائف وجعله أحد المقاصد الضرورية الخمس:

‌أ-        العقل سر تمييز الإنسان عن باقي المخلوقات قال تعالى: وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا

ب-    العقل أساس التّمييز بين الحقّ والباطل،قال تعالى وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ   

‌ج-      العقل وسيلة للوصول إلى الإيمان قال تعالى:إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ 

‌د-       أداة وصل الدين بقضايا الواقع فهو يقوم بالتّجديد والاجتهاد من خلال معرفة أحكام المسائل الجديدة قال تعالى: "فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ" من ذلك القياس مثال قياس المخدرات على الخمر في التحريم لاشتراكهما في العلة وهي الإسـكار.

‌ه-      العقل مناط (عماد وسبب) التكليف: فالمجنون والصبي لا يكلفان لعدم فهمهما لكلام الله تعالى

 قال صلى الله عليه وسلم:"رفع القلم عن ثلاثة عن المجنون حتى يعقل وعن الصبي حتى يحتلم"

‌و-       وسيلة لتدبر والتأمل والتفكر في الكون (آياته الكونية المنظورة)

ثالثا-دور العقل في تمحيص الأفكار والموروثات: العقل هو آلة التّمييز بين النّافع والضار وله دور كبير في تمحيص الموروثات القديمة والأفكار الجديدة من خلال:

- وجوب غربلة ومحاكمة الموروثات والأفكار إلى الشرع من حيث القبول والرد فلا يقبل منها إلا ما كان نافعا ومفيدا وموافقا للعقل والفطرة السّليمة.

- تنقية المنظومة الفكرية لدينا من الفكر الدخيل الوافد من الغرب كالإلحاد والاستشراق.

ومن الأفكار الفاسدة الّتي تخالف العقل:

أ‌-        زعم الملحدين أنّ الكون وجد صدفة، وهذا الزّعم ظاهر البطلان لأنّ العقل السّليم يدلّ على وجود الله وأنه خالق الكون، ولو كان وجود الكون صدفة لما كان منظّما ومحكما كما يقول العقلاء.

ب‌-    زعم المستشرقين وتشكيكهم في سنّة النّبي صلى الله عليه وسلم الّتي وصلت إلينا بالسّند الصّحيح، في حين يمجّدون أقوال الفلاسفة القدامى الّتي لا سند لها، وهذا عين التّناقض الّذي لا يقبله العقل.

 

رابعا-حدود استعمال العقل:

- يستعمل في التدبّر في الكون وفي الأمور التجريبية والأدلة النظرية(عالم الشهادة)فيجوز له أن يخوض فيها لخضوعها لحواسنا..

- لا يستعمل في الغيبيات والعقائد مثل التفكر في ذات الله تعالى،الجنة،النار،علم الساعة،حقيقة الملائكة والجن،حقيقة الروح.....،قال تعالى:«عَالِمُ الغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً»وقال صلى الله عليه وسلم:"تفكروا في خلق الله ولا تتفكروا في ذات الله فإنكم لن تقدروا له قدره"

- لا يستعمل في الأمور التعبدية المحضة مثل عدد ركعات الصلوات الخمس،الطواف سبعا،صوم ثلاثين يوما.فهذه الأمور تخرج عن نطاق العقل فلا يجوز له أن يتدخل فيها بل يجب أن يسلّم حقيقة أمرها إلى علم الله لأنها لا تخضع لمنطق العقل،وإذا خاض فيها العقل،فإنه سيزل و يضل.